محليات

تعديل جنبلاطي لافت تجاه “الحزب” وطهران… ماذا في الخبايا؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تواصلت إنقلابات جنبلاط المتعدّدة، وصولاً إلى موقفه اللافت بعد الثامن من تشرين الأول 2023 حين أعلن حرصه على مساندة لبنان لغزة وشدّد على التضامن وتأييد الحزب في قرار الحرب، لكن قبل أيام إنقلب فجأة فاعتبر أنه لا يمكن التلاعب بالقرارات الدولية كالقرار 1701، وانتقد تدخّل إيران في الشؤون اللبنانية

كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:

يعرف وليد جنبلاط دائماً “كيف يقطفها” في السياسة وفي الدقائق الأخيرة، فيخرج منتصراً على خط وسطي يتقارب من خلاله مع الجميع، لأنّ زمن التقوقع قد ولىّ إلى غير رجعة كما يردّد دائماً، متسلحاً بالانفتاح خصوصاً في هذه المرحلة التي تتطلّب قراءة واقعية.

كثيرة هي المرّات التي استدار فيها الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي مع أغلبية الحلفاء والخصوم معاً، إذ كانت الإستدارة من اليسار إلى اليمين وبالعكس، مع “نقزة” تخيّم على الحلفاء دائماً، خصوصاً حين ترتفع اللهجة تارة وتنخفض طوراً، ثم تعود لتنخفض وتيرتها بحسب الموقف المقابل، فلا تتأخر ردود جنبلاط بالتراجع، حتى أنها كانت تصل أحياناً إلى الاعتذار بأسلوب الواثق من رأيه الجديد، لذا كان يستعين كل فترة بقنبلة سياسية جديدة، على غرار تلك التي أطلقها في آب 2009 حين خرج بطريقة فجائية من فريق 14 آذار، تحت عنوان “ليس هنالك من ضرورة في استمرار هذا التحالف”.

إلى ذلك تواصلت إنقلابات جنبلاط المتعدّدة، وصولاً إلى موقفه اللافت بعد الثامن من تشرين الاول 2023 حين أعلن حرصه على مساندة لبنان لغزة، وشدّد على التضامن وتأييد حزب الله في قرار الحرب وحماية ظهره كمقاومة، فغرّد خارج سرب اللبنانيين، ودعا قبل أشهر من توسّع الحرب إلى تشكيل اللجان المشتركة مع حزب الله، لخدمة النازحين من الجنوب والضاحية الجنوبية إلى مناطق الجبل. وفي السياسة تناسى القرار 1559 الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله منعاً للفتنة كما قال.

لكن قبل أيام انقلب فجأة فبرزت دعوته إلى النواب من أصل لبناني في الكونغرس الأميركي، بأن يطالبوا بتسليح الجيش اللبناني كي يستطيع القيام بمهمته على كامل الأراضي اللبنانية، وينتشر بصورة خاصة في الجنوب، ثم البدء بالحوار لبحث ضم سلاح المقاومة إلى الجيش اللبناني، وتجنيد العناصر المقاومة ضمنه. كما سُجلت لزعيم المختارة استدارة جديدة، اعتبر خلالها أنه لا يمكن التلاعب بالقرارات الدولية، كالقرار 1701 الذي يملي ببسط السيادة، كذلك القرار 1559 الذي ينادي بتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من السلاح، كما سُجل لجنبلاط تصريح بارز إنتقد خلاله تدخّل إيران في الشؤون اللبنانية، قائلاً: “على الجمهورية الإيرانية أن تدرك انّ في لبنان دولة”، فشكّل موقفه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، بأنّ إيران تقرّر مصير لبنان في إتخاذ قرار الحرب من دون موافقة الشرعية اللبنانية، وهذا يعني رفضه الاستمرار في إسناد غزة وربط مسارها بلبنان، الأمر الذي أدى إلى وقوع لبنان في أتون النيران، خصوصاً منذ السابع عشر من أيلول الماضي ولغاية اليوم، وعلى ما يبدو إنّ الأزمة ستمتد حتى أمد بعيد، لإتمام صفقات ومصالح طهران الخاصة، من خلال هدر دماء اللبنانيين وتدمير لبنان، لذا تحارب إيران إسرائيل من الأراضي اللبنانية عبر عناصر حزب الله، وضمن سيناريوهات محضّرة باتت مكشوفة بوضوح.

باختصار أراد جنبلاط الإشارة إلى انّ إيران تريد هذه الحرب، فتحرّك الحزب كما تريد وساعة تريد، وهو ينتظر الضوء الأخضر منها لتنفيذ ما تطمح إليه. لكن لإنزعاج جنبلاط مما يجري بعض الأسباب، أبرزها أنّ المواقف الإيرانية بلغت حدّها وتجاوزت المحظور، من خلال التعدّي على سيادة لبنان واستباحة قراره من دون أي رادع، كما أنّ موقفه هذا أتى بعد موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي “بيّضها” كثيراً حين أسمع الإيرانيين الكلام المطلوب، فنال شعبية غير مسبوقة من اللبنانيين لأنه “فش خلقهم” بعد طول إنتظار.

كما لعبت أصداء الاجتماع الثلاثي الذي عقد في عين التينة، بين برّي وميقاتي وجنبلاط دورها لناحية عدم المتابعة بالإسناد، والإسراع بإجراء انتخابات رئاسية لضبط الوضع المتدهور، أقله وجود رئيس شرعي يتحدث بإسم لبنان في المحافل الدولية في محاولة اخيرة لإنقاذه.

في غضون ذلك ووفق معلومات “هنا لبنان” فإنّ مواقف جنبلاط الأخيرة، وما أفضت إليه من تماهٍ في بعض الملفات من حزب الله لم تكن مستساغة من قبل بيئته في الجبل، علماً أنّ هذه المواقف كانت منطلقة من إيمان “البيك” بالقضية الفلسطينية، حصراً، ما ألزمه تقديم هذه القضية على أيّ خلافات سياسية.

فزعيم الجبل، والذي لم يبدِ يوماً إعجاباً بالحزب، أكّد تكراراً أنّ واقع الحرب هو الذي يفرض الذهاب نحو خيارات قد تكون مرة.

في السياق، يتحفظ المقربون من جنبلاط على عبارة “استدارة”، فالسياسة بالنسبة لجنبلاط ليست معلبة وإنما ترتبط بعوامل تفرض في بعض الأحيان الذهاب نحو خيارات غير معهودة.

وينفي المقربون أن تكون تأثرت علاقة جنبلاط بالمملكة العربية السعودية نتيجة تلك المواقف، موضحة أن المملكة تدرك جيداً أنّ الـ”بيك” لن يناصر يوماً الدويلة، ولكن في الحرب العدو مشترك.

المصدر: هنا لبنان

 

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا